الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء والمرسلين .
أشراقة الخير و البركات
أخوتى فى الله
بعد أيام يطل علينا شهر كريم ، و موسم فاضل تضاعف فيه الحسنات . . وتصفد فيه الشياطين ، وتفتح أبواب السماء لاستقبال الأعمال الصالحة
وتنتظر أبواب الجنة الثمانية ـ وخاصة الريان ـ صاحب هذه الأعمال . . موسم فيه الدعاء مستجاب والعمل مضاعف . . موسم من أجتهد على نفسه
وجاهدها فيه غفر له ورحم واعتق من النار . . موسم فيه ليلة من وافقها وافق الخير العظيم ومن حرمها فهو المحروم . . موسم الصبر والجود و
الكرم .. وتربية النفس على الشجاعة و الاخلاص والارادة ومكارم الأخلاق وتحقيق النصر على النفس و شهواتها
شتان بين الفريقين
وهناك أناس اليوم ـ مع الأسف الشديد ـ لم يبق لهم من خصائص الشهر الكريم الا أنه شهر النوم فى النهار و ترك الطعام والش فيه ثم انتظار
مدفع الافطار لافتتاح حفل المأكولات و المشروبات و من هنا الكسل عن الصلاةو التهجدو سائر الطاعات ثم السهرات المسائية .
وباختصار ... صيام المباحات ... و افطار على المحرمات !!!
وما هكذا يكون الصوم .. وما هكذا تتحقق الغاية ألا وهى ( لعلكم تتقون ) . .وما هكذا نخرج بفائده و نتربى على خصائصه . .
و ما هكذا كان صيام النبى (صلى الله عليه وسلم ) و لاصحابته و اتباعه ، انما يتحقق الصيام غايته اذا كان موافقا للهدى النبوى .كيف كان النبى ( ص ) يصوم ؟
وذلك ب :
ـــــ سحور خفيف معتدل .
ـــــ قضاء النهار فى الطاعة والعبادة بأنواعها .
ـــــ افطار خفيف .. بجرعات من الماء .. وبضع رطيبات أو تمرات أو ما تيسر .
ـــــ يقوم الى الصلاة نشيطا خفيفا يعى ويفهم ما يتلى من القرآن .
ـــــ يصلى القيام و التهجد براحة وطمأنينة ونشاط وخشوع .
و أنت بهذا الأدب النبوى للصيام تحصل على أمور عديدة منها
ــ تزكية النفس وطهارتها وأداء العبادة بنشاط وخشوع و هذا معلوم مع قلة الأكل و الشرب .
ــ تدبر أحوال المسلمين الفقراء و ذلك بشعور بشئ من الجوع خلافا من ينتظر أصناف الطعام و الشراب عند الغروب ليملأ بطنه بها .
ــ حصول الصحة الجسدية السليمة .
ــ الأنتصار على الأنفس و الشهوات .
وهكذا كان السلف ( رضى الله عنهم ) :
ينتظرون رمضان بأحر الأشواق للعبادة والتهجد والقيام وتلاوة القرآن والعمرة والطاعة و الاقبال على الله
لا للأكل و الشرب و السهرات المحرمة ،
و هؤلاء هم المنتصرون حقا على أنفسهم و شهواتهم و هم الذين يستطيعون النصر على شياطينهم
ـ بأذن الله تعالى ـ .
فلا تكن يا عبد الله ممن يصوم عن المباح ويفطر على الحرام !! بل يجب أن نحفظ الجوارح عن كل ما يخدش الصيام ويغضب الرحمن
فى رمضان و غيره .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .